دانية قطيشات- ملح الأرض
في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة المحيطة بنا لا بد مِمن هم مقبلين على الزواج أن يبنوا أساسًا ماليًا للإستناد عليه مستقبلًا، من خلال توفير بعض المال قبل الزواج ليكون تأسيسًا لحياة زوجية مستقرة وتساهم في الحد من الظروف الإقصادية الصعبة التي تواجه من هم متزوجون حديثًا نتيجة المصاريف التي قد انفقوها في حفل الزفاف وترتيباته وتجهيز المنزل وغير ذلك.

الخبير الإقتصادي حسام عايش تحدث لـ ملح الأرض عن أهم الأمور التي يجب أن يفكر بها المقبلين على الزواج من الناحية المادية قبل الدخول لعش الزوجية” إن أول ما يجب أن يفكر الشريكان قبل الزواج هو تأسيس أسرة ثم تحديد مصادر الدخل هل هي دائمة أم مؤقتة أو كافية لتأسيس أسرة أم لا لإستمرار الزواج وهي آفاق نمو دخل الزوجين من ناحية ازدياده لبناء خططتهم بشكل مستقبلي على أسس واقعية وما هو أهم من ذلك هو الوفاء في الإنفاق من الشريكين على الأطفال مستقبلًا”.
وقال عايش إنه يجب أن يتم الإتفاق على أوجه الإنفاق الرئيسية بين الشريكين حيث أنه من المهم أن يتم التفكير في الوقت المناسب لإنجاب الأطفال، والتفكير أيضًا في كل التفاصيل المتعلقة في مستقبل هؤلاء الأطفال من اختيار المدرسة والحضانة المناسبة ماديًا وكيفية الإنفاق داخل المنزل من قبل الشريكين اذا كان لهما مصدر دخل منفصل لتكون المسؤوليات مشتركة ويكون الإنفاق بالمناصفة بين الشريكين خصوصا في الظروف الحالية.
وأشار عايش لـ ملح الأرض أن التفكير المشترك في كل هذه التفاصيل المادية قبل الزواج سيساهم في الحد من الإحتقان المستقبلي بين الزوجين ويقلل من التوترات في حال حدوث أي طارئ مستقبلًا، حيث أن معظم حالات الطلاق التي تحدث تعود أسبابها لأسباب مالية في المرتبة الأولى بحسب عايش.
وأضاف “إن الحياة التشاركية مهمه جدًا ومن الجيد فتح حساب بنكي مشترك بين الزوجين ولكن يجب أن يكون هناك وضوح في كيفية استخدامه والإنفاق منه وتمويله دون خجل من الطرفين، فمن المهم وضع خطة في كيفية استخدامه في حال حدوث أي طارئ عند أحد الطرفين”.
وقدم الخبير الإقتصادي حسام عايش نصيحة للمقبلين على الزواج لبدئ حياة مستقرة ماديًا نوعًا ما حيث قال لـ ملح الأرض “يجب تقليل نفقات الزواج الباهظة والإبتعاد عن الديون تحديدًا في مرحلة ما قبل الزواج، فكلما كان هناك حالة من التفاهم والنقاش حول الأمور المالية بين الزوجين قبل الزواج كلما ساهم ذلك بدء حياة مستقرة نوعًا ما بعده، خاصة بأن السنوات الأولى للزواج هي سنوات تأسيسية للمستقبل، حيث أن المشكلات المادية قد لا تسمح بهذا التأسيس الإيجابي”.
وتابعت ملح الأرض الحالة المادية لشابين تزوجا حديثا، حيث قال الثلاثيني حسام حداد إنه قد تزوج قبل عام زواجًا تقليديًا وأنه في أثناء البحث عن شريكة حياة تناسبه فكريًا كان يفضل الزواج من فتاة عاملة ليتشاركا صعوبة الحياة المادية في الوقت الراهن، فكان حريصًا على إيضاح ذلك مِمن يريد الزواج بها”.
وأما عن صابرين قالت لـ ملح الأرض إنها وخطيبها اتفقا على أن يتم إقامة عشاء بسيط جدًا عوضًا عن حفل الزفاف حتى لا يتورطا في نفقات حفل الزفاف المرتفعة والتي قد تدخلهما في دوامة الديون موضحةً أن ذلك لن يقلل من فرحتها بل أن ذلك من الذكاء أن يكونا حريصين على تأسيس حياة مستقرة ماديًا لا أن يبدأ الشريكان حياتهما بالديون والنفقات غير الضرورية.
وأوضحت بعض الدراسات الاقتصادية العربية أن هناك ممنوعات في التعاملات المادية بين الزوج والزوجة خاصة إذا كانت تمتلك الزوجة ذمة مالية خاصة بها قبل الزواج، ولا ينبغي أن يسأل عليها الزوج، إلا إذا أخبرته هي بذلك، كما أنها إذا كانت تعمل ولها راتب خاص من عملها لا ينبغي على الزوج أن يسألها عن مرتبها أو مكسبها الناتج عن هذا العمل.
وحتى في الإدخار على كل طرف عدم التدخل في مدخرات الطرف الآخر إذا لم يخبره هو من نفسه بذلك، وأن يترك للآخر مطلق الحرية في التصرف في أمواله كما يشاء، فلا يجب على الزوج طلب الأموال من زوجته، إلا إذا بادرت هي بعرض المساعدة عليه وقت الأزمات، وليس اتكالاً منه عليه.