داود كُتّاب- ملح الارض
لاحظ متابعون للشأن المسيحي في الأردن أن غبطة البطريرك اللاتيني بيير باتيستا بيتسابالا يصرف أوقات أطول في الأردن ويعمل خلف الكواليس على إجراء تغييرات جذرية في المؤسسات اللاتينية الأردنية التابعة لبطريركية اللاتين في القدس. ويعكس ذلك أهمية الأردن للكنيسة الكاثوليكية حيث تعتبر المملكة الاردنية الهاشمية رئة البطريركية المقدسية.
للكنيسة اللاتينية في الأردن ثلاثين رعية من الشمال إلى الجنوب وهناك ٢٥ مدرسة لاتين والجامعة الأمريكية في مادبا و مدارس كاثوليكية ومستشفيات واديرة رهبان ومراكز للرعاية الإنسانية منتشرة في أرجاء المملكة.

يلاحظ أن البطريرك يعقد اجتماعات مطولة ومكررة مع كبار الكهنة اللاتين ومع القيادات الكنسية كما ويخصص جهد كبير على إيجاد حلول للمشاكل والنزيف المالي التي تواجهه المؤسسات اللاتينية في الأردن لا سيما المدارس والجامعة في مادبا. كما لوحظ إجراء تغييرات في عمل موقع ابونا التابع للبطريركية وتم إدخال عناصر صحفية معروفة ومهنية في المجلس الاستشاري.

كما ويتم العمل على تجديد وتفعيل العديد من المؤسسات وينعكس ذلك على زيادة كبيرة في ورشات العمل في محاولة لإعادة هندسة العمل العام التابع للكنيسة بصورة موازية مع العمل الرعوي حيث كان ملفت للنظر الزيادة في طلب الرسامة والانضمام للكهنوت والعمل الرعوي في الاردن.
التحرك الأخير يبدو نابع من قرار شخصي للبطريرك الذي قرر أخذ الأمور بصفة شخصية حيث يقوم بالإشراف على العملية الاصلاحية بنفسه دون الاعتماد على توكيل آخرين لتلك العملية الهامة.
جزء من اهتمام البطريركية في القدس للوضع في الأردن ينبع من الوضع المالي الصعب الذي تواجهه الجامعة الأمريكية في مادبا ومدارس اللاتين خاصة أن كلاهما يفقد طلاب في السنوات الماضية مما يسبب زيادة في العجز المالي يُقدر بملايين الدنانير.والخسار ليست مالية فحسب بل معنوية ويظهر ذلك على السوشل ميديا حيث زادت الشكاوي والتعليقات غير المريحة للبطريركية.

وقد اثبتت تجربة السنين الماضية أن المسار يحتاج الى إصلاح إستراتيجي وإعادة هندسة جذرية وان التدخل الشخصي للبطريرك بنفسه كان ضروري لان مؤسسات البطريركية بحاجة الى نوع اخر من المتخصصين والمهنيين.
يبدوا ان عملية الاصلاح التي يقودها بطريرك القدس بيتساييلا يشمل تغيير في القيادات التي تدير المدارس والجامعة. هناك شعور أن التحرك للتغيير كان وراء أن استقالة مساعد رئيس الجامعة الأمريكية في مادبا د. عدنان سهاونة وان الاستقالة لم تكن قرار ذاتيا منه ، بل جاء نتيجة مطالبة (ربما غير مباشرة) أن يتقاعد. وقد يكون نفس الأمر ينطبق على مسؤول آخر كبير في الأردن على أثر شكوى احد الرعاية الكنيسة للبطريرك.
أما فيما يخص المواضيع الإدارية فتشير بعض المصادر أن بطريركية القدس للاتين تبحث عن كهنة أو مسؤولين كاثوليك ذات خبرة ادارية واكاديمية ربما من لبنان لإمكانية أن يتسلم بعض المسؤوليات في الجامعة الامريكية في مادبا علما انه لا يوجد قرار حالي في إجراء أي تغيير في قمة هرم الجامعة مع أن هناك 3-4 من كبار المسؤولين في الجامعة يتم التفاوض معهم للاستقالة بدلا من أي يتم إقالتهم.
ملح الأرض توجهت الى المسؤولين في بطريركية اللاتين للحصول على وجهة نظرهم الا ان لم يتم التجاوب لطلب التعليق على هذه الأمور.
إقرأ مقالات ذات صلة
استقالة د. عدنان سهاونة مساعد رئيس الجامعة الأمريكية في مادبا هنا
تعيينات جديدة لمؤسسات اللاتين في الأردن هنا
المحكمة الكنسية في القدس والناصرة تنهي دورة قانونية للمحامين في أريحا هنا
الأب نصراوين مديرا عاما والسميرات مديرا تنفيذيا لمدارس البطريركية اللاتينية في الأردن هنا